المرأة التي أكونـهـا
زَرعٌ كثير،
كثيف
ينتمي إلى ذات الـأرض
التي حبت عليهـا الإنسانية،
تشكلت عليهـا بواكير الحياة
أنـا من كل ذرة حية،
من كل المـاء،
ولدتُ لأكمل دورة مـا،
كــأن أتنصـل مـنـي
أفتش فيَّ عن جوانب أخرى
أتقمص فيـهـا دورا آخر لعوالم كثيرة،
أنــا اشتعـال
كثير التوهج
أدير الحلم كعربة "بابا نويل"
كجوارب الهدايا المعلقة فوق شجرة الأمنيات،
أنـا وجهتي التي أخطئهـا كل إيـاب
فأقع في كمين القصيدة،
أظل أبجدية مبعثرة
على سواقي الضوء تنتظر مـن يوردهـا
لتـلتحف حلما آخر،
في فتنة أخرى ضليعـة الاحتراق،
المرأة
التي أكونهـا
متحف كبير يـجمع غيابات الـأزمنـة،
من بـابل إلـى الصين القديمة،
من الشـام ومدن الضباب،
ومـن الفراعـنـة وسلالة الكـاهـنة،
لأبدأ أنـا
الكتابة،
كائنات أضخها بدمي
ودمعي
ومزاجي،
نبوءة لغيبي الـكامن في مجاهلي القصية،
على مهل أصطاده
ليصير بَـيِّـنٌ يخترق بكارات السواحل الزرقاء،
المرأة
و أكونـهـا
صور عدة
لأبواب لا توراب خلفها عقد الملل
ولا نزعـة الغراب الأعمـى
المرأة التي
وأكـونـهـا
تقـرأ النبع كما الحب،
يجري آخذا بزمن
لا يخاف أن ينتهي وحيدا،
كمـا إذا دهمني مصير
مجهول،
أفتح له البـاب ليرى
أني امرأة
وأكونـهـا كيفـمـا جـاد الـقدر
وأعطـى
لا شيء ينفصل مني،
طريق ...
وصديق
يبصرني في مواعيـد حرة
أبحثُ فيَّ لأعيدَ تلك البراءة الأولـى
مدونة تحت وسادة
حلم لا يكبر
هنـاك في بيت قديم،
ورسالة إلى الله،
لمَ أنـا دون إخوتي؟
راعية الهديل،
والسرب الشريد،
لمَ ينال مني الحلم
يشرب الضوء،
يـخاطبني في وجـه الريح
وفي الشِّعر
كلمـا رأيتُ "درويش" على صهوة النبوءة
يمتصُّ قوافل القـوافي
والغيب المنبوذ
مـا يكفي لغـده المنذور
امرأة
وأكونـهـا
ولا أترك خلف حقيقتي غير ظل يعـانق الغيم
غريبة
تلك الولادة الأبدية
جسدٌ وأنثى مـن لهب ومـاء
أعني لا أتسعُ في نسق القافية
يسافر بي الـليل
نوارس تخيط كبد المدى
أنـا حرة
أجتاح البداية
وأفتق روحي لـ.تقرأ
الغريب
والآلهـة العـاشقة
أنـا الشـاعرة
أنزل،
أنشق،
أنبعث كمـا عزف النـايات
أصعدُ،
مشحونـة بـالـشهب
وبأجراس المعابد الـقديمة
واتلـو الجنون
وألـهـو،
تأسرني الفـنون
والصور الخفية
الخلفيـة،
في أغـاني الصوفي
ورقصـة الموج
والموال الأطلسي
و"الريف"
بحر يجُـسُّ قلبي
ظليلا، يعـجن العشق الـلانهائي
المرأة التي
تمرُّ أمـامي قبائل مـن العصيـان
من الهيـام،
ومـن رسائل الحمـام
وأكـونـهـا